ظهر للمتابعين مؤخرا موضوع التجسس الذي إتهمت فيه قناة الجزيرة جوال آيفون 4 وشركة أبلبالتجسس على عملاؤها من خلال زرع مجسات تقوم بحفظ ونقل السلوك الخاص بالعميل واستخدامه في مجال مصلحتها. تأنيت قليلا في طرح هذا التحليل لأكتفي بمشاهدة ردات فعل المستخدمين الذين كانوا إما محبين لمنتجات الشركة وبالتالي قاموا بردع كل الشبهات واعتبار ان شركة أبل شركة ملائكية تستميت لحماية عملاؤها، او كانوا مصدقين تماما وقاموا بالتهجم على ملاك أجهزة ايفون 4 ونعتهم بعدم الفهم لإستخدامهم الجهاز او كمن قام بتكسير جوال آيفون 4 الجديد لمجرد انه سمع الخبر في قناة الجزيرة، واتمنى الا يكون ذلك صحيحا واتمنى ان الجهاز كان معطوب من الأصل وحاول تشريحة واستغل موضوع التجسس كحملة مساندة مضادة لشركة أبل وجهاز آيفون 4، لثنيهم عن التمادي في استخدامة. على كل حال وبعيدا عن التعصب وعن المحاباة سأعتبر ان هناك احتمالين:
الإحتمال الأول: ان أبل فعلا تقوم بالتجسس على مستخدمي آيفون 4 وبالتالي سيكون هناك هدفين لذلك:
- هدف سياسي: ان كانت هناك دوافع سياسية فبالطبع ستكون أبل مرغمة عن طريق الحكومة الأمريكية، واتوقع ان ذلك سيكون من صالح الأخيرة تماما بحكم انتشار جهاز آيفون 4 في جميع أنحاء العالم ولذلك ستكون البيانات المستقاة ذات قيمة جوهرية ومادة دسمة للحكومة الأمريكية بعيدا عن قوانين الحريات، لأنها تبحث عن مصالح أمن قومي ولن تنظر الى الهوامش التي تدعي ان هناك حريات استخدام وخصوصية، فهذة لن تطبق إلا في الصحف والأمور الثانوية التي ليس لها اي مساس بالامن القومي. من لدية إعتراض بالتجسس فهناك امور عديدة يتم التجسس فيها على المستخدم ليس فقط في جهاز الهاتف بل هناك ماهو أكبر من ذلك كموقع الفيس بوك وتويتر ومواقع تحديد الأماكن أضف الى ذلك بريدك الإلكتروني. إن كنت ترى ان ذلك كثير وانك لاترغب بان يتجسس احد على ملفاتك، فلست مجبرا إلى استخدام تلك الخدمات او قم باستخدامها دون ان تقوم برفع ملفاتك الشخصية الخاصة فيها او تحديد اماكن تواجدك للعامة. تلك المعلومات المستقاة تعتبر انذار مبكر للحكومة الأمريكية ولذلك هي قائمة على استغلال تلك المعلومات لتحقيق مصلحة خاصة.
- هدف تسويقي: في حال كان هناك جلب للبيانات الخاصة بالمستخدمين لهدف سياسي فبالطبع ايضا ستقوم أبل بإستخدامها لصالح التسويق والتخطيط ومعرفة سلوك المستخدم وماهية البرامج والتطبيقات التي يقوم عملائهم باستخدامها دوريا حيث ستشكل تلك المعلومات منصة جيدة لبدء التخطيط للمستقبل لملامسة احتياجات السوق والمساوئ والمحاسن التي أنتجت من جراء استخدام هذا الجهاز وماهية الطرق التي يجب على الشركة اتباعها لتسّيد سوق الهواتف الذكية.
الإحتمال الثاني: أن أبل لا تقوم بالتجسس على البيانات الخاصة بعملاؤها وفي هذة الحالة سيتم طرح سؤال هام جدا وهو:
ماهي غاية قناة الجزيرة لطرح مثل ذلك التقرير وماهي مصلحتها ولماذا في هذا التوقيت؟
كان هناك اسقاط مباشر من قناة الجزيرة على شركة أبل ومنتجها آيفون 4 والهدف غير مفهوم حتى الآن، وربما يكون هناك قراءات من بعض المحللين ولكن ليس هناك اي دافع سياسي او تنافسي لجعل قناة الجزيرة تقدم على هذة الخطوة. فدولة قطر لديها أجمل العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك لاتمتلك دولة قطر أي شركة هواتف تصنع محليا حتى نحتمل انها تود التأثير عليها اعلاميا في منطقة الخليج لتخل وتحد من انتشار أجهزة آيفون 4. أقرب تحليل شخصي لي هو ان المواد الاعلامية في قناة الجزيرة قد بدأت في الاضمحلال ولذلك قررت جذب انتباه المشاهدين والمستخدمين لتكون هي حديث الشارع وان كان ذلك هو تخطيطها فقد نجحت في ذلك.
تعليقات
إرسال تعليق