فبعد 22 عاما من الحكم، جاءت نهاية تشاوسيسكو مفاجئة وغير متوقعة. وقد بدأت بحدث صغير حين لاحقت الحكومة قسا هنغاريا بسبب تصريحاته، فاندلعت مظاهرات واختفت قصة القس لتتحول إلى احتجاجات عامة أطاحت بالنظام.
ويرى الكاتب أن المظاهرات التي اكتسحت تونس خلال الأيام العشرة الماضية بدأت أيضا بحادثة صغيرة حين أقدم الشاب محمد بوعزيزي (26 عاما) -الذي يحمل شهادة جامعية- على إحراق نفسه عندما استولت قوات الشرطة على منتجات الخضار والفواكه التي بدأ يبيعها في الشارع لكسب المال، بحجة عدم حصوله على رخصة.
ثم أقدم شاب آخر عاطل عن العمل على الانتحار لدى صعوده عمود الكهرباء صارخا "لا للبؤس، لا للبطالة"، ثم أمسك بأسلاك الكهرباء ليسقط صريعا. وقد انتشرت المظاهرات في مختلف مدن تونس حتى وصلت إلى قلب العاصمة.
ويقول الكاتب في مقال بصحيفة ذي غارديان رغم أن الحديث عن تلك المظاهرات كان متواضعا بسبب القيود الشديدة المفروضة على وسائل الإعلام المحلية وعدم اهتمام الإعلام العالمي، فإن هذه الأحداث تبقى في غاية الأهمية إذا ما وضعت في السياق التونسي.
فتونس
–والكلام للكاتب- بلد بولسي حيث نادرا ما يشهد المظاهرات، وخاصة بشكل متزامن في المدن والبلدات التونسية.
" وايتيكر: الأمر مجرد وقت قبل أن يأتي شخص ويعلن عدم صلاحية بن علي للحكم كما حدث مع الحبيب بورقيبة " |
مضامين الأحداثويرى وايتيكر أن هذه الأحداث تكشف عن ثلاثة مضامين، أولها فشل نظام شيّد على مدى سنوات لمنع الناس من تنظيم المظاهرات والاحتجاجات.ثم تكشف الأحداث عن تحرر العديد من الناس من الخوف من النظام، فرغم الخطر الحقيقي من الاعتقال والتعذيب فإنهم يرفضون الترويع.
وثالث هذه المضامين انهيار "قبضة الشيطان المحكم الذي يقدم الاحتياجات الاقتصادية مقابل الاستسلام للدكتاتورية".
ويستند الكاتب على تسريبات مراسلات الخارجية الأميركية من موقع ويكيليكس التي تقول إن معظم الأنظمة العربية تعول على شبكات الرعاية للبقاء في السلطة، غير أن قاعدة الدعم لنظام بن علي تبدو نسبيا هشة ومحدودة.
وختم بالقول إن بن علي قد يحاول التشبث بالسلطة، غير أن النظام يمر بحقبة جديدة، فقد جاء إلى السلطة عام 1987 عندما أعلن أن الرئيس السابق الحبيب بورقيبة لا يصلح للحكم، "فالأمر مجرد وقت قبل أن يأتي آخر ويعلن مصير بن علي".
تعليقات
إرسال تعليق